جمال زحالقة لـ«جسور بوست»: عدد مقتحمي الأقصى زاد ألف مرة.. وتغيير الوضع القانوني للمسجد مرفوض

جمال زحالقة لـ«جسور بوست»: عدد مقتحمي الأقصى زاد ألف مرة.. وتغيير الوضع القانوني للمسجد مرفوض
الدكتور جمال زحالقة

قال رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، الدكتور جمال زحالقة، إن إسرائيل تنتهج سياسة تصعيدية متواصلة لتغيير الواقع القانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك.

وأوضح زحالقة، النائب السابق في الكنيست الإسرائيلي، لـ"جسور بوست" أن "عدد المقتحمين للأقصى في عام 2021 بلغ 34 ألف مستوطن يهودي، في حين كان عدد المقتحمين للمسجد في ثمانينيات القرن الماضي لا يتجاوز 20 أو 30 سنويا، بزيادة تبلغ أكثر من 1000 مرة".

وأضاف: "هذه الزيادة الهائلة في أعداد المقتحمين المتطرفين للأقصى سنويا، تعكس إصرار إسرائيل على فرض واقع بتغيير الأوضاع في المسجد المبارك، من خلال طرد المصلين الفلسطينيين وإطالة عدد ساعات اقتحام المستوطنين، وهو مخطط مرفوض جملة وتفصيلا".

وتابع: "على الصعيد الرسمي في إسرائيل، هناك قيادات سياسية تنادي ببناء مكان صلاة لليهود في الأقصى، بهدف تحويل المسجد إلى مكان عبادة مشترك لليهود والعرب، وهذا الاتجاه يصنف على أنه معتدل".

ومضى قائلا: "هناك يهود متطرفون ينادون بتغيير الواقع تماما وإخراج المسلمين من المسجد الأقصى لتنفيذ سياسة تهويده بالكامل، بالتزامن مع مخططات تهويدية في القدس، والمؤسف أن هذا الاتجاه اليميني المتطرف بات هو الغالب في إسرائيل".

ودلل زحالقة على ذلك بقوله: "في الماضي كان الحاخامات يمنعون اليهود المتدينين من دخول المسجد الأقصى، وذلك لأسباب دينية لأنه حسب رواياتهم لا يعرفون مكان قدس الأقداس، وبالتالي يخشون تدنيس مكانه بالترجل عليه".

والآن فهناك فتاوى من الحاخامات بالسماح لليهود المستوطنين باقتحام الأقصى، والتشجيع على التجوال بداخل المسجد والبقاء عدد ساعات أطول، في إطار تنفيذ مخططات رسمية بتهويده، بحسب القيادي الفلسطيني.

وقال: "نحن أمام حدث غير مفاجئ وإنما حلقة جديدة من سلسلة انتهاكات متواصلة ومستمرة، وهذا أخطر بكثير، لأنه ليس حدثا عابرا وإنما تحول متدرج للسياسات الإسرائيلية المتطرفة".

ودعا زحالقة، القادة العرب وجميع المسلمين في العالم إلى الوقوف صفا واحدا أمام مخططات التهويد، والدعوات المتواصلة لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى في جميع الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية.

وكشف عن وقوف عشرات الجمعيات في إسرائيل وراء تجنيد المقتحمين للمسجد الأقصى، ومنحهم جميع التسهيلات الممكنة لتغيير الواقع تدريجيا، ولكن ردة الفعل الفلسطينية ستكون قوية جدا.

وأضاف: "الشرطة الإسرائيلية  تعتدي على المصلين من الشباب والنساء والعجائز بالهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، هناك معارك يومية داخل باحات المسجد الأقصى، وهو ما ينذر بتفجير شرارة انتفاضة ضخمة، ما لم تتوقف إسرائيل عن إجراءاتها المجنونة.

وحذر زحالقة من مغبة مشروع تهويد القدس، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، واستهداف المسجد الأقصى، مؤكدا أنها وجوه متعددة للسياسة الإسرائيلية المتطرفة الراغبة في الهيمنة على الأراضي الفلسطينية، لتقليص المساحة التي يعيش عليها الفلسطينيون وتحويل الهوية من العربية إلى اليهودية.

واختتم قائلا: "مخطط اقتحام المسجد الأقصى، يعد رأس الحربة في مشروع التوسع في بناء المستوطنات بالأراضي الفلسطينية، فالحكومة الإسرائيلية وحتى المعارضون يدعمون الاستيطان بشراسة".

وتشير بيانات حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية، إلى وجود نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي و145 مستوطنة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

وفي تطور ينذر بالتصعيد، رفعت الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، درجة استنفار عناصرها إلى القصوى، على وقع الأوضاع المتوترة بمدينة القدس والمسجد الأقصى، تحسباً لاندلاع مواجهة مع إسرائيل.

ومنذ بداية شهر رمضان، تصاعدت حدة التوترات إثر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وصدور دعوات لأداء طقوس يهودية وذبح القرابين فيه، تزامناً مع عيد الفصح.

وتشهد ساحات المسجد الأقصى بشكل يومي اقتحامات للشرطة الإسرائيلية وجماعات من المستوطنين، تُقابل بالتصدي من المصلين الفلسطينيين، ما يُخلف عشرات الإصابات في صفوفهم.

وخلال الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي، رصد أكثر من حادثة إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية، دون تسببها بوقوع إصابات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية